زَنجازور – أرض أذربيجان التاريخية
أعد مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني فيلما وثائقيا بعنوان "زَنجازور – أرض أذربيجان التاريخية"، يتناول تاريخ أرض "زَنجازور" الأذربيجانية القديمة التي تم تسليمها لأرمينيا في أجزاء بدعم عسكري وسياسي من القوات الأجنبية منذ أوائل القرن العشرين.
وقد أرسل الفيلم الذي يُبث على شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي باللغات الأذربيجانية والإنجليزية والروسية إلى سفارات الدول الأجنبية المعتمدة في أذربيجان، وسائل الإعلام الرائدة في العالم.
التاريخ حقيقة لا يمكن إنكارها. إن الأرمن الذين احتفلوا بذكرى مرور 150 عاما لاستيطانهم في "قاراباغ" عام 1978م، يعلمون جيدا أنهم جاؤوا إلى هذه الأراضي كضيوف. وليس إقليم "قاراباغ الجبلية" فحسب، بل أرمينيا الحالية أيضا ظهرت على أراضي أذربيجان التاريخية. كانت إمارة "إيرفان"، ومنطقة "زانجازور" أراضي أذربيجان التاريخية. وإذا ألقينا النظرة إلى الخريطة، سوف نجد أن منطقة "زانجازور" فُصلت عن أذربيجان وألحقت إلى أرمينيا، مما أدى إلى انقسام أراضي أذربيجان جغرافيا. وبمعنى آخر، كان لإلحاق منطقة "زانجازور" إلى أرمينيا عواقب وخيمة. ويجب على كل مواطن أذربيجاني من كبير إلى صغير أن يعرف تاريخ بلاده. ويجب أن يعلم أن هذه الأراضي هي أراضي أذربيجان التاريخية.
السيد "إلهام علييف"
رئيس جمهورية أذربيجان
"زَنجازور" هي منطقة قديمة لأذربيجان وتبلغ مساحتها 7،824 كيلومترا مربعا، وتشمل مناطق "جوروس"، و"سيسيان"، و"غافان"، و"مهري" في جمهورية أرمينيا الحالية، ومناطق "لاتشين"، و"قوباتلي" و"زنجيلان" في جمهورية أذربيجان.
وكلمة "زَنجازور" هي اسم مكان من أصل تركي. وكلمة "زانجي" اسم قبيلة تركية قديمة، واليوم توجد العديد من الأسماء الجغرافية في هذه المنطقة، هي مصدر لأسماء القرى والأنهار والجبال، مثل: "زانجيتشاي"، و"زانجيتابة"، و"زانجاريك"، و"زانجيشاملي"، و"زانجَنة"، و"زنجيلان"، و"زنجَران"، و"زنجيشالي"، و"زنجي تشاي"، و"زنجيباسار"، و"زنجيلَر"، و"زنغان – زنجان"، و"زنجيللي" وغيرها من الأسماء.
وكثيرا ما يمكن العثور على اسم هذه القبيلة التركية في أعمال "محمود قشقري"، و"فضل الله رشيد الدين"، و"عباس غولو آغا باكوخانوف" وغيرهم من مؤرخين مشهورين عالميا. و"سور" هي مفردة ثانية لكلمة "زانجازور"، وتعني الجبل، والوادي، والصخور في اللغات التركية القديمة، وتميز التضاريس الجبلية التي كان يسكنها أفراد قبيلة "زَنجي".
وقد ورد اسم "زانجازور" في المصادر التاريخية ومذكرات وأبحاث الرحالة القدماء كموطن الأتراك.
وقد جرت بعض الأحداث التي جاء ذكرها في كتاب الملحمة التركية القديمة "كتاب دادا قورقود" في مقاطعة "زَنجازور". والكثير من أسماء الأماكن، والأشخاص، والقبائل التي وردت في هذا الكتاب موجودة حتى يومنا هذا، مثل: "جوروس"، و"أنجَلايوز"، و"دوندارلي"، و"أولاشلي"، و"غوندانلي"، و"أكَرَك"، و"بويناكَر"، و"باسات تشاي"، و"غابيجيك داغي"، وكهوف "إتش آغيز"، و"داش آغيز"، و"آغ غايا"، و"قاراجول"، و"فاراداغ"، و"آغ دوز"، و"قارايير"، و"آغ دَرَة"، و"آغ قايا"، و"آغ بولاق"، و"قاراقايا"، و"قاراسو"، و"قاراتشاي"، و"قارا دَرَة"، و"قاراهون دَرَة"، و"خوجيك"، و"آغ هاسار" وغيرها.
http://zengezur.com/KITABLAR/Zengezur-kitab-1.pdf,ص. 3-5
“Kitabi-Dədə Qorqud”, Bakı, Yazıçı – 1988.("كتاب دادا قورقو"، باكو، دار نشر "يازيجي – 1988م)
وهذه الحقائق التي وردت في العديد من الأبحاث التاريخية والوثائق الأرشيفية لا تزال تدحض المزاعم التي لا أساس لها مثل: "اشتياق اسم "زانجازور" غير واضح" والمنشورة على موقع "ويكيبيديا" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المؤرخين الأرمن المزيفين الذين لم يتمكنوا من تحريف الاسم الجغرافي "زانجازور".
https://ru.wikipedia.org/wiki/Zanqezur
تسلسل زمني موجز لتاريخ "زَنجازور"
وتشير العديد من الوثائق التاريخية إلى أنه ابتداء من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن التاسع كانت منطقة "زَنجازور" تحت حكم الدولة الألبانية والإمبراطورية الساسانية، والخلافة العربية، وفيما بين القرنين التاسع والحادي عشر تحت حكم دولة "بنو الساج"، ودولة "بنو سلار"، والدولة "الروادية"، وفيما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر تحت حكم دولة "أتابكة" أذربيجان، وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر كانت تحت حكم الدولة "الإلخانية"، وفي أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر تحت حكم دولة "الجلائريين" وإمبراطورية تيمور، وفي القرن الخامس عشر كانت تحت حكم دولة "قراقويونلو" و"آق قويونلو"، وفي أوائل القرن السادس عشر تحت حكم الدولة الصفوية، وأصبحت تحت الحكم العثماني بعد الحرب الصفوية العثمانية في القرن السادس عشر، وأما خلال فترة الخانات (الإمارات) فكانت تابعة لخانية (إمارة) قاراباغ.
وقد تعرضت مقاطعة زَنجازور لهجوم الجماعات المسلحة الأرمينية في الفترة ما بين 1905-1907م و1918-1920م، وتثبت الدراسات التي تتناول تاريخ زَنجازور أن 115 قرية مسلمة من قرى هذه المقاطعة نُهبت وحُرقت ومُسحت من على وجه الأرض تماما، وقُتل 4472 شخصا مدنيا من النساء والأطفال بوحشية على يد المسلحين الأرمن.
في 10 من أغسطس سنة 1920م تم إعلان "زَنجازور" "منطقة متنازع عليها" بين أذربيجان وأرمينيا بقرار من مكتب القوقاز للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي). والجدير بالذكر أنه لم يشارك أحد من الأذربيجانيين في اعتماد هذا القرار. وتم إعلان إلحاق منطقة "زَنجازور" إلى أرمينيا السوفيتية بقرار المكاتب السياسية والتنظيمية للجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) الأذربيجاني خلال اجتماع مشترك عقد في 30 نوفمبر سنة 1920م.
وهكذا، نتيجة لفصل أراضي أذربيجان التاريخية القديمة عن أذربيجان وإلحاقها إلى أرمينيا، تم فصل أراضي "ناختشيفان" عن أراضي أذربيجان. وانقطعت علاقة تركيا البرية مع أذربيجان، ومع العالم التركي بأسره.
https://azertag.az/xeber/Zengezurun_Ermenistana_verilmesi_moteber_menbeler_ne_deyir-1755703
وقد انقسمت منطقة "زانجازور" إلى قسمين – غربي وشرقي بموجب قرار "التنظيم الإداري للجزء الإسلامي من "زَنجازور"" الصادر من المكتب السياسي والتنظيمي للجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) الأذربيجاني بتاريخ 12 يناير 1921م. كانت مساحة منطقة "زَنجازور" تبلغ 7،824 كيلومترا مربعا، وتم إلحاق مساحة تبلغ 4،505 كيلومتر مربع (غافان، وجوروس، وقاراكيلسة، ومهري) إلى أريمينا، وبقي باقي المنطقة ضمن أراضي أذربيجان. وفي سنة 1933م بقرار من موسكو أزيل اسم "زَنجازور" من الخريطة.
وأخيرا، استعاد الجيش الأذربيجاني المنتصر بعد انتصاره التاريخي في حرب "قاراباغ" الثانية السيطرة على أراضيه المحتلة، و"جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوفا". وتمت الموافقة على إنشاء "منطقة زَنجازور الاقتصادية الشرقية" بموجب المرسوم الصادر عن السيد "إلهام علييف" رئيس جمهورية أذربيجان، والقائد الأعلى للقوات المسلحة بتاريخ 7 يوليو 2021م. وأعاد هذا المرسوم التاريخي الذي سيُكتب بأحرف من ذهب في تاريخ أذربيجان الاسم القديم "زَنجازور" إلى الخرائط باعتباره وحدة جغرافية وإدارية.
26 أكتوبر 2021م – خطوة أخرى لاستعادة العدالة – كُتب هذا اليوم في التاريخ بوضع حجر الأساس للجزء الأذربيجاني من ممر "زَنجازور" الذي يوحد العالم التركي بأسره ويخلق واقعا جديدا في أذربيجان والمنطقة.
مقالات أخرى
-
صدور كتاب "براعة فضولي" للكاتب الأذربيجاني "مير جلال" في المملكة الأردنية الهاشمية
صدر في المملكة الأردنية الهاشمية باللغة العربية كتاب "براعة فضولي" للكتاب وعالم اللغة الأذربيجانية وآدابها "مير جلال"، يتناول
-
إبداع الكاتب الأذربيجاني "يوسف تشامانزمنلي" على مجلة أدبية إسرائلية
نشرت مجلة "Artikl" (أرتيكل) الأدبية الإسرائيلية مقطع من رواية "المغطى بالدم" المترجمة إلى اللغة الروسية للكاتب الأذربيجاني
-
صدور كتاب للأطفال بعنوان "حديقة الزهور" للشاعر الأذربيجاني "موسى يعقوب"
أصدرت وكالة الترجمة التابعة لمركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني كتابا بعنوان "حديقة الزهور"