قصائد الشاعرة الجورجية الشهيرة باللغة الأذربيجانية

قصائد الشاعرة الجورجية الشهيرة باللغة الأذربيجانية

 

ظهر إلى عالم النور كتاب مجموعة القصائد تحت عنوان "الفجر الساطع" للشاعرة الجورجية المعروفة والحائزة على جائزة "الملكة تامارا" الأدبية السيدة "بيلا كيبورياني"، أعده مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني.

يتضمن الكتاب 110 قصائد منها "بلسان القطرات" و"إله" و"أفكّر" و"سوف يبدأ".

وقد قام بترجمة القصائد إلى الأذربيجانية السيد "إيمير محمدلي" وقدم له، وحرره السيد "ماهر غاراييف".

"بلسان القطرات"

"إيمير محمدلي"

يمكن تقسيم الشعر المعاصر من وجهة نظر الدافع الداخلي، إلى قسمين، إلى قصيدة مبنية على المعرفة العقلانية، وإلى قصيدة مبنية على المعرفة البديهية.

وقبل شرح جوهرها، أعتقد أنه يجب الإجابة على الأسئلة الآتية؛ ما هي المعرفة؟ أي نوع من المعرفة وذاكرة التفكير تعني فيما يتعلق بالتفكير الشعري؟ يقول الكاتب الفرنسي الكبير، والحائز على جائزة "نوبل" "أندريه جيد" إن الذي ما زلنا نسميه المعرفة ليس بمعرفة، وإنما مجرد معلومات، معلومات حول هذا الحدث أو ذاك. إن المعرفة هي طبقات في عقل الإنسان وروحه تتفتح مدى الحياة. ويمكن قياس مستوى المعرفة بعدد تلك الطبقات.

هذه الطبقات تفتحها فقط عملية الإدراك الذاتي والتجربة الحياتية العميقة من خلال التفكير الفلسفي. والآن دعنا نعود إلى النقطة الرئيسية لمحادثتنا. يصف الشعر القائم على المعرفة العقلانية موضوعه وعواطف المؤلف، ويحاول أن يؤثر على ذوق القارئ من خلال الرموز الفنية والاستعارات. وفي هذه الحالة، تعطى الأفضلية لكلمة الوعي لا لصوت القلب. وعلى هذا يمكن اعتبار الشعر الأذربيجاني مثالا على الشعر العقلاني من الفترة الملحمية إلى الفترة الغنائية.

وفي الشعر القائم على المعرفة البديهية الوضع على عكس ما تقدم ذكره. لا يشير المؤلف في هذا الشعر إلى ما يصفه، وإذا صح القول، ولكنه يشير إلى الموقف الذي يحيي الوجود الداخلي والخارجي لما يصفه. وبعبارات أخرى، يرى المؤلف الأحداث بعيون قلبه، ويفضل المرئيات. ومن الأمثلة على هذا لاشعر يمكن أن نشير إلى الشعر الياباني أو الصيني أو الأوروبي أو التركي الحديث.

و"بيلا كيبورياني" تعد واحدة من أبرز ممثلي الاتجاه الشعري القائم على المعرفة العقلانية. وبعبارة أخرى، إنها من أتباع الشعر الجورجي المخلصين. أظن أن القارئ يدرك أن الشعر الجورجي التقليدي، مثل الشعر الأذربيجاني كنز شاعر يقوم على المعرفة العقلانية.

بدأت مسيرة "بيلا كيبورياني" الأدبية في الثمانيات من القرن الماضي. وقد انتشر في ذلك الوقت البحث عن أسلوب جديد للتعبير الذي بدأ في الستينيات في الشعر الجورجي. وكان هذا الاتجاه أكثر قوة عند الشباب. إلا أن "بيلا كيبورياني" فضلت الشعر الجورجي التقليدي، وضبطت إبداعاتها عليه وظلت وفية لاختيارها حتى يومنا هذا.

يبدو أن قواعد الحياة البشرية تنبع من طبيعة اللاوعي. بالنسبة لـــــ "بيلا كيبورياني" لا يقتصر الولاء للتقاليد على الكلمات. أنها وفية لجميع التقاليد الجورجية، بما فيها التقاليد الأسرية المتجذرة.

تسكن "بيلا" في مدينة "باتومي"، وفي هذه المدينة الساحلية يعرفها الجميع. إذا أردتَ أن تخرج معها يمكن أن يستغرق المشوار الذي يتم خلال 15 دقيقة أكثر من ساعة من الوقت، لأن من يصادفها في الطريق يلقي عليها السلام، ويقترب منها ويبدي فرحه وسروره لرؤيتها ويبدأ بالحديث معها. ولحسن الحظ، لا يتكرر مثل هذا الموقف عند السير لأنه غالبا ما السماء تمطر في هذه المدينة:

تَنْزِلُ، تَنْزِلُ، تَنْزِلُ الْأَمْوَاجُ الْغَاضِبَةُ

تَخْطِفُ الْقَطَرَاتُ وَبِسُرْعَةٍ تَعُودُ

تَصْنَعُ الأَرْجُلَ مِنَ الْمَطَرِ الْغَزِيرِ

تَخْطُو وَتَبْدَأُ الْمَشْيَ الشُّرُفَاتُ

(المطر)

قالت الكاتبة الجورجية البارزة "نايرا جلاشفيلي" ذات مرة: "أعتقد أن الله يحب أولئك الذين يبحثون عنه أكثر من أولئك الذين يقولون إنهم وجدوه". بالنسبة لــــ "بيلا" فإن موضوع "الخالق" و"المخلوق" ليس بجديد، ولكن سيكون من الأدق القول إنه يسير كخط أحمر في قصائدها:

يَبْدُو، لَا نِهَايَةَ لِهَذَا الْبَحْثِ

الْكَلَامُ مِنْ وَإِلَى يَجْرُنُنِي

إِلَى أَيْنَ أَتَّجِهُ، أَيْنَ أَنْتَ يَا إِلَهِي؟

يَقُولُ فِي جَوَابِي: - اِبْحَثِي عَنِّي!

(ذكر)

قال حكيم لو وُلد المسيح مائة مرة في بيت لحم، لا فائدة إذا لم يولد مرة واحدة في قلبك. وقد ولد المسيح في قلبها منذ زمان طويل، ويساعدها دائما في البحث عن نور الله:

فِي الْأَوْقَاتِ الْحَزِينَةِ

كَانَ عَاكِرًا مِزَاجِي

نَزَلَتْ قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ

تَحُولُ أَثَرُهُ إِلَى نُورٍ

قُلْتَ:

مَا أَغْرَبُ هَذَا الْمَطَرُ، يَا سَيِّدَتِي...

قُلْتُ:

إنَّهُ دُمُوعُ عُيُونِ رَبِّي...

(قطرة)

في الختام، أود أن أقول إن الوطن عزيز على "بيلا كيبورياني" مثل قرة عين، كما إنه عزيز على كل الجورجيين. وهذه القصيدة مثال واضح على هذا الموقف:

أَنْظُرُ...

أَعْرِفُ...

هَا أَنْتَ...

أَنْتَ فِي قَلْبِي...
تُغَطِّي دُمُوعُكَ وَجْهِي،

نَعَمْ، قَلْبُكَ هُوَ قَلْبِي

أَنَا ابْنُكَ أَنْتِ أُمِّي يَا وَطَنِيَ الْأُم!

 

مقالات أخرى