رومان كارمن وموضوع النفط في الفيلم الأذربيجاني

رومان كارمن وموضوع النفط في الفيلم الأذربيجاني

ان موضوع النفط في الفيلم الأذربيجاني يحتاج الى البحوث الواسعة. قد كان النفط الأذربيجاني من احد الموضوعات الرئيسية في الفيلم الأذربيجاني بعد مجيء المخرج السفييتي الى أذربيجان و هذا الحدث أدَّى إلى  إنتاج العشرات من الأفلام السينامائية والوثائقية في العشرينات والخمسينات من القرن التاسع عشر. ولكن إنتاج الفيلمين الطويلين الوثائقيين تحت عنوان "الملحمة عن عمال النفط قي بحر قزوين" (1953) و"غزاة البحر" كان اكبر نجاحات رومان كارمن في هذا نوع الأفلام.   

ولد رومان لازاريويج  كارمن في أديسا في أسرة الكاتب لازار كارمن. تخرج رومان كارمن من قسم التصوير السينمائي في معهد عموم الدولة للسينما في عام 1932. تم انتاج افلام وثائقية كثيرة من قبل رومان كارمن الذي بدأ العمل في الإستوديو المركزي للأفلام الوثائقية  منذ هذه السنة. تم منح جائزة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ثلاث مرات(1942, 1947, 1952)   وجائزة لينين ولقب بطل العمل الاشتراكي لرومان كارمن (1975).   

تم إنتاج الفيلم "الملحمة عن عمال النفط قي بحر قزوين" (كتاب السيناريو: أوسيبوف، عمران قاسيموف، رومان كرمن؛ مدراء التصوير السينمائي: ج. ممدوف، أ.زنياقن، س.مدينسكي؛ المصور الفوتوغرافي تحت الماء: ف. لييونتویج؛ الملحن: قارا قاراييف؛ مدير الصوت: أ.كريموف) على أساس المقال الأدبي "جذيرة سبع سفن" تم تأليفه من قبل ن. أوسيبوف في عام 1951. نجح كاتب السيناريو في تقديم التطور السريع في حقول النفط البحرية للمشاهدين. مع ذلك، تم تصوير العديد من أحداث الفيلم في عملية تصوير الفيلم. اغتنت الفيلم بفضل  هذه الأحداث التي لم يتم تحديدها مقدما. ان الخط الدرامي لهذا الفيلم يركز على بطولة عمال النفط الأذربيجانيين العاملين في حقول النفط في بحر قزوين وأبحاثهم وحماستهم للإبتكارات على الرغم من الموضوع الرئيسي للفيلم هو النفط. يواصل روما كارمن في تصوير احداث الفيلم  في الجزيرة بين امواج بحر قزوين بعد تصوير مناظر مدينة باكو.  تساعد الموسيقية الرائعة للملحن الأذربيجاني قارا قاراييف على شرح المحتوى العاطفي للفيلم. بالإضافة إلى ذلك أن الأغنية عن عمال النفط تم أدائها من قبل رشيد بهبودوف توحد بين الشخصيات في الفيلم.

بدأ المخرج في إنتاج الفيلم الثاني بعنوان "غزاة البحر" وهو فيلم وثائقي طول كامل (كتاب السيناريو: رومان كارمن و عمران قاسيموف؛ تم انضمام المخرج محمد عليلي الى هذا الطاقم) مع نفس الطاقم في حي "الأحجار النفطية".

ان الفيلم "غزاة البحر" هو الفيلم الوثائقي السردي عن الحياة اليومية في مدينة النفط وتم انتاجه بمهارة. لا يمكن تقييم الفيلم "غزاة البحر" و الفيلم"الملحمة عن عمال النفط في بحر قزوين" في السياق المختلف لانهما  تم تصويرهما على أساس نفس الفكر الرئيسية. قام رومان كارمن في هذا الفيلم الثاني بتطوير المبادئ الإبداعية التي اعتمد عليها في فيلمه الأول.

ان السكان المقيمين في حي "الأحجار النفطية" هم الشخصيات الرئيسية للفيلم. يعرض منتجو الفيلم على المشاهدين الأيام المعتاد في المدينة  البحرية بتفاصيل ناجحة و يقدمون لهم عناصر الفكاهة بالتوازي مع تطوير الأوضاع الدراماتكية. ان أحداث الفيلم تمت تصويرها بمهنية عالية من قبل ج. ممدوف و س. مدينسكي هي مقنع ومثير للاهتمام. اما الموسيقى للملحن قارا قاراييف لها تأثير عاطفي قوي على المشاهدين. يتم اظهار الصراع بين الإنسان والطبيعة مع القوة الإبداعية الكبيرة ويتحول هذا الصراع الى صورة كاملة في الفيلم.

تم عرض الفيلم "غزاة البحر" في اسبوع الأدب والفن الأذربيجاني بموسكو في عام 1959 وأصبح حدثا فنيا.

حصل  كلا الفيلمين -"الملحمة عن عمال النفط قي بحر قزوين" و "غزاة البحر" - على جائزة لينين في عام 1960.  

ان الفيلمين الذين يعكسا الحيوات الحقيقية والصور الحية لا تنسى لعمال النفط الأذربيجانيين تم تصويرهما من قبل رومان كارمن يحتلا مكانا مستحقا من بين الأفلام الوثائقية.    

 

 

مقالات أخرى