قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بقره باغ الجبلية

قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بقره باغ الجبلية

قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بقره باغ الجبلية

 ان نزاع قره باغ الجبلية لم يجذب انتباه  المجتمع الدولي لفترة طويلة بعد بدء المشكلة بين أرمينيا وأذربيجان. كان الاتحاد العالمي لا يرغب بحل هذا النزاع في مرحلته الأول. لأن المشكلة المذكورة كانت واحدة من العديد من العوامل التي سرعت وتيرة التفكك للإتحاد السوفيتي وان حل المشكلة كان يمكن أن يمنع العمليات التدميرية فيه. ومن المثير للاهتمام أن صراع قره باغ الجبلية ظهر على أساس السيناريو الذي وضعه الكرملين. كانت رئاسة الإتحاد السوفيتي تحاول أن تصرف الإنتباه عن المشاكل الرئيسية للبلاد من خلال خلق الصراعات الإقليمية اعتمادا على مبدأ "فرق وتسد" وهكذا تحاول أن تمنع توسيع حركات الاستقلال الوطنية في جمهوريات المتحدة. ولكن فعلت هذه الخطة تأثيرا ارتداديا في الإتحاد السوفيتي ولم تستطع أن تمنع انهيار الإمبراطورية، بل على العكس سرعت هذه الوتيرة. قام الأرمن بتنفيذ الحملة الجادة بهدف الحصول عل دعم المجتمع الدولي قبل بدء النزاع. كان يتم استخدام امكانات اللوبي الأرمني لهذا الغرض.

قد وسعت الوحدات المسلحة الأرمنية نطاق عملياتها العسكرية من أجل احتلال أراضي جمهورية أذربيجان ابتداء من عام 1992. ولكن اي منظمة دولية لم تعطى تقييما موضوعيا لهذه الأعمال الاحتلالية التي جرت  أمام أعين الجميع وانتهكت بشكل جسيم قواعد القانون الدولي. ومن الصحيح أن منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون اتخذت القرارات والبيانات المتعلقة بهذه المسألة قي أوقات مختلفة. مع ذلك، كان هذه الوثائق لا تقوم بتقييم الأسباب الحقيقية للصراع بصورة صحيحة ولا تفرق بين المعتدي والطرف الذي تعرض للإحتلال.  

اعلنت أذربيجان استقلالها في عام 1991 وقبلت عضوا في الأمم المتحدة.  ثم راجعت أذربيجان إلى منظمة الأمم المتحدة وطلبت منها إِبداء الرأْيِ حول سياسة أرمينيا العدوانية ومنع الأعمال الاحتلالية التي قامت بها أرمينيا. سافر وفد الأمم المتحدة الى المنطقة عقب هذه المراجعة  وقدم للأمين العام للأمم المتحدة المعلومات المتعلقة بسفره. بين الأمين العام أنه يدعم مساعي مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا (ثم سميت بإسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في عام  1995 ) ومستعد لمسعادة المنظمة المذكورة  في الحصول على النتائج المناسبة.

اضرت أذربيجان إلى مرجعة منظمة الأمم المتحدة من جديد بسبب احتلال أرمينيا مدينة شوشا الأذربيجانية في عام 1992. اكتفى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمناقشة مشكلة قره باغ  والقاء البيان عنها في الثاني عشر من مايو. كان مجلس الأمن يعرب عن قلقه إزاء الوضع المتدهور في قره باغ الجبلية ويشير الى ضرورة المساعدة العاجلة لللآجئين.

 

القرار 822

أحتلت المدينة الأخرى الأذربيجانية بإسم  كلبيدجار  في عام 1993. راجعت أذربيجان إلى منظمة الأمم المتحدة عقب هذا الاحتلال وطلبت منها تقييم اعمال المعتدي. تم ادلاء بالتصريح في مجلس الأمن التابع للأم المتحدة في 6 نيسان. ولكن البيان المذكور لا يعطي تقييما صحيحا للمشكلة. والحقيقة هي أن التصريح لم يكن يحتوي على تقييم السياسة الاحتلالية لأرمينيا وعلاوة على ذلك كان مجلس الأمن يفيد في بيانه أن منطقة كلبدجار قد أحتلت من قبل "الأرمن المحليين. اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره الأول المتعاق بنزاع قره باغ الجبلية في  30 نيسان. وقد أعدت هذه الوثيقة التي تسمى ب"قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 822" على أساس البيانات التي ادلاها رئيس مجلس الأمن في 29 يناير و6 نيسان عام 1993. ويشير القرار إلى أن الاستقرار والسلام في المنطقة هو تحت التهديد. ويعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء تزايد عدد اللآجئين الأذربيجانيين ويعرب ايضا عن ضرورة حل المشاكل الناجمة عن حالة الطوارئ  في منطقة كيلبدجار. يطالب مجلس الأمن بوض حد فوري للأعمال الاحتلالية والعمليات العسكرية لوقف إطلاق النار إلى الأبد ويطالب ايضا بإنسحاب جميع قوات الاحتلال فورا من منتقط كلبدجار وغيرها من المناطق الأذربيجانية المحتلة. مع ذلك لم يمتلك هذا القرار قوة محركة ايضا للحصول على السلام في المنطقة . لأن قرار مجلس الأمن لم يعطى تقييما واقعيا للمشكلة وقد اكتفى بإستخدام العبارات العامة حولها. ومن ناحية أخرى لم يتضمن آليات لتنفيذ الأحكام الواردة فيه. لم يشر الى اسم المعتدي بشكل واضح على الرغم من أنه كان يؤكد الحقيقة المتعلقة باحتلال الأراضي الأذربيجانية.

 

  

مقالات أخرى