التاريخ الذي يعيش في الوجوه

التاريخ الذي يعيش في الوجوه

...كان خالي يعمل في الليالي. لم أره حينما يكتب في أظهار. ولكن كنت أسمع اصواط أقدامه حينما أستيقضت في منتصف الليل. كان يأتي بعضا صوت الكمان. كان خالي يستطيع العزف على الكمان وكان جيد في هذا.

كنا احيانا نقوم بتنظيم حفلة موسيقية في البيت. كان انوار يعزف في  الكلارينيت. كان خالي يلعب الكمان وكان مدحت يزعف في التار. كان خان شوشينسكي يجيء إلينا احيانا.

كان خالي شخصا مدققا وملتفتا. حادثة واحدة أتذكرها حتى الآن. كانت الرياح قد كسرت خطوط الكهرباء في الشارع وصدمتني الكهرباء...  لم يقولوا شيئا لخالي عن هذا الحدث. كان يستريح في بورجومي في ذلك الوقت. ولكن سمع عن الحدث. كما تبين انه قد وردت معلومة عن هذا في واحدة من الجرائد. وقد رجع بعد قراءة المعلومة المذكورة ووبخنا كثيرا...

كان مكتب تحرير مجلة "ملا نصر الدين يقع في منزل خالي في ذلك الوقت. ونحن أطفال كنا نساعده على تغليف المجلات ونلصق الطرود من الاعداد الجديدة للمجلة بلزق. كنا نفاخر بهذا العمل ونتبجح بالعناوين التي كتبناها على الطرود: إيران، تبليسي، كازان. خالي كان جديا بخصوص عملنا هذا وكان يعطي لمن ذا الذي كان يعمل بحماسة خاصة النقود على الرغم من أنها أقل.

أتذكر ايضا أننا عندما ذهبنا إلى زاقاطالا مع خالي. كان الطريق بعيدا جدا، وكان يبدو لنا ان الطريق لا سينتهي ابدا. ووصلنا اليها في النهاية. أتذكر اننا بتنا في بيت شخص ما. لا اعرف سببه. كنت متعبا جدا ومما بقي في ذاكرتي من هذه الرحلة هو طريق فقط...

 

 


مقالات أخرى